... و هذا ما تم فعلا، فجاءت النتائج مذهلة، لأنه تم العثور على الماء تحت القصر و على عمق 75 مترا و أكثر من هذا، تم تحليل الماء، فتبين أنه ساخن حقيقة بفعل المعادن المختلفة التي كان يحتوي عليها.
كثيرة هي قصص البيوت المسكونة أو التي تظهر فيها كائنات غريبة و أرواح شريرة أو خبيثة أو تحدث بها ظواهر غامضة، تترك الرعب في النفوس و تخلق القلق و الأمراض، لكن ما يلفت الانتباه في الواقعة التي سنتناولها في ما سيأتي و التي حدثت في أحد القصور العتيقة التي لم يُفصحُ عن موقعها لأسباب مجهولة لكن يُرجح أن تكون على صلة برغبة مالكي القصر الذين يفضلون أن تبقى بنايتهم بعيدة عن الأضواء ، ما يجلب الانتباه إذن في هذه الواقعة، هي القدرات الروحية المستخدمة من قبل نمط بشري معين بإمكانه أن يستخرج ماضي كل البيوت القديمة و يذهب الى حد إحياء هذا الماضي من جديد. ففي منطقة معينة من أوربا و بالقرب من أحد الوديان، يوجد قصر يطغى على الجوس السائد به ثقل و غموض كبيرين، يبعثان القلق في نفس كل من يدخل المكان أو حتى يقترب منه... هناك في المنطقة، يقول الأهالي عنه بأنه مسكون من طرف الأرواح الشريرة و يقولون أيضا أن لا أحد بإمكانه البقاء فيه بدليل أن عشرات الأشخاص تعاقبوا على ملكيته اثر أحداث غامضة و غريبة كان مسرحا لها. السيدة – مونيك ديفال – التي عُهدت اليها مهمة تسيير هذا القصر، تجرأت على اقتحام سره بعد أن لاحظت بأن كل الناس الذين يزورون المكان يفاجئون بشعور غريب يجتاح أبدانهم و نفوسهم و عليه و دون اعتقاد كبير بوجود أية أرواح شريرة أو شيء من هذا القبيل، استنجدت السيدة مونيك بفوج من الباحثين المتخصصين في ما أصبح يسمى منذ سنوات الدخول في ذاكرة الأماكن... و يقول عضو في هذا الفوج ، أنه منذ الوهلة الأولى التي دخل فيها و رفاقه هذا القصر، شد انتباههم غباره المميز و انتابهم الشعور بوجود طاقة في باطن أرضه تنتظر الوقت الذي تستيقظ فيه على حد قول هذا العضو. أما السيد – أندريه دابركس – الذي كان يقود الفوج فانه لم يُفاجأ بما أحس به عند دخوله الى القصر لسبب بسيط و هو أن لكل البنايات القديمة أسرارها، أشباحها و قصصها. لكن السيد أندريه لم يكن يتصور ما سيكتشفه رفقة زملائه في ماضي هذا القصر. و منذ اللحظات الأولى لدخولهم القصر، و بينما كانوا و السيدة – مونيك – مجتمعين في نفس الغرفة، سمعوا وقع خطوات ثقيلة صادرة عن الطابق الأرضي ... السيدة مونيك، سارعت للتأكد ما إذا كان شخص مجهول قد دخل...و فجأة، وجدت المرأة نفسها أمام عجوز وسخة جدا جدا، تهجمت عليها مباشرة ( أي أنها تهجمت على السيدة مونيك ) و راحت تصفها بكل النعوت، محذرة إياها من البقاء في القصر هي و غيرها، لأنه ليس لأحد الحق في ذلك... السيدة مونيك لم تتأخر عن معاملة تلك العجوز بالخشونة الضرورية التي تستدعيها مثل تلك الوضعيات قبل أن تطردها بالقوة. لكن ذلك لم يمنع الخوف من التسرب الى أعضاء فوج البحث، الذين راحوا جميعهم يتساءلون عن أمر تلك العجوز الغريبة، فمن تكون يا ترى و من أين أتت و ما الذي جعلها تغضب بسبب وجود أشخاص في القصر؟... و أسئلة أخرى بقيت دون إجابات. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لأن أثناء الليل و في الوقت الذي كان يتجه فيه عضوان في الفوج، الى غرفتيهما اضطربا اثر مشاهدتهما لضلال غريبة أعقبتها رؤية أشخاص كانوا يعبرون الرواق من حين لآخر ، الى درجة أن الباحثين لم يكونا متيقنين مما إذا كان الأمر يتعلق بأناس حقيقيين أم بأشباح المكان التي كانت تتجول و مع الدقائق الأولى من صباح اليوم الموالي ، شرع – أندريه دابركس – و فريقه في عملية " عودة الى ماضي القصر " و لإدخال أعضاء الفريق في ما يعرف ب: " حالة شعور معدل " état de conscience modifiée يسمح لهم بالتقاط إدراك حسي خارق للعادة ، لتحقيق ذلك إذن، لجا أندريه دابركس – الى تطبيق قواعد إحدى الممارسات الروحانية و الذهنية تسمى " السفرولوجيا " sophrologie ... الهدوء و الظلمة ضروريان لتحقيق هذه الحالة الخاصة من الإدراك الحسي الذي لا يخلص الى نتيجة إلا عندما يكون كل المشاركين مرتخين بأجسامهم على أحسن وجه... أثناء ذلك ، كانت السيدة – مونيك ديفال – تتساءل عن جدوى ما كان يفعله هؤلاء الباحثون الروحانيون، بل أنها كانت تشكك في واقعية هذه الممارسة في حد ذاتها، فالتقنية هذه كانت تبدو اعتباطية في نظرها و منفذيها مجانين من درجة معينة... السيد أندريه دابركس حضر فريقه و هيئه بالتكلم الى أفراده الذين وضعهم أولا في الحالة الذهنية المسماة " ألفا " أي أنه أدخلهم في نمط وعي يتوسط النوم و اليقظة و في لحظة معينة يتخلص أعضاء الفريق نهائيا من هيمنة أجسامهم عليهم لتتحرر أرواحهم بالقدر الذي يجعل حساسيتها مرهفة الى أبعد الحدود، ففي السفرولوجيا و بالتحديد عند الدخول في حالة " ألفا " التي ذكرناها ، يتحول كل ما كان خياليا الى واقع. و ما أن دخل أعضاء الفريق في هذه الحالة حتى سيطرت على رؤاهم وجوه أطفال و هذا ما رآه فعلا كل أفراد الفريق حسب ما أكدوه لبعضهم مباشرة اثر انتهاء الحصة الأولى التي لم تقنع السيد أندريه دابركس . و عليه فقد قامت المجموعة بمحاولة ثانية لكن بتركيز ذهني أكبر هذه المرة، لالتقاط صور أكثر وضوحا حول ماضي القصر، خصوصا و أن تاريخ كل القصور و البنايات التي كان لها ماض معين أو لعبت أدوارا عبر السنين، يثبت أن هناك دائما " حارس العتبة " على الأقل، أي روح شخص كانت له علاقة بالقصر و حتى بعد موته بقيت تلك الروح مستقرة هناك، إما لمتابعة ما يتوالى من أحداث على المكان و إما ببساطة لطرد كل من يتجرأ على احتلاله أي الإقامة فيه و لو لبضعة أيام. أثناء الحصة الثانية إذن و بفضل تركيز ذهني كبير، كان يوجهه السيد أندريه دابركس ، أخذت صور الماضي تفرض نفسها على أعضاء الفريق... الصور راحت تتضح أكثر فأكثر و فجأة ظهرت لهم صورة غريبة و مذهلة لروعتها النابعة من عمق الزمن... في نفس الوقت أخذ أعضاء الفريق يتكلمون دون وعي، واصفين منظر فارس يركب جواده... فهل الأمر تعلق بروح هذا الفارس التي بقيت في القصر لحمايته؟ ... هل هو السر الذي كان كل هؤلاء الباحثون يفتشون عنه؟ الغريب في هذه القضية، تقول السيدة مونيك ديفال ( القائمة على شؤون القصر ) : " إن إحدى المشاركات في حصة التركيز الذهني و بالموازاة مع زملائها الذين كانوا يتكلمون بلا وعي و يصفون ذلك الفارس ، راحت هي تتحدث على لسان نفس ذلك الفارس الذي حسب وصفها، كان أبيضا و جواده أبيض هو كذلك، ثم و في لحظة معينة ، أخذت تلك المرأة تصف شخصيتي أنا على أساس أنني كنت – محمية – ذلك الفارس الأبيض و رأتني رفقته في رحلة الى فلسطين، لكنني قُتلت بعد أن أصابني رمح، مباشرة اثر وصولي الى هناك ( أي الى فلسطين )... و ما أن سمعت ذلك حتى تغيرت نظرتي لما كان يفعله هؤلاء الباحثون، لسبب بسيط و هو أنني و لسنوات قليلة قبل ذلك الوقت كنت قد سافرت الى فلسطين و وقفت مطولا في المكان الذي وصفته تلك الباحثة و هو – سان جنداكر – و بالضبط أمام جدار حصن عتيق هو ذاته الذي ذكرته تلك المرأة ". السيدة مونيك اضطربت نفسيا بعد سماعها لما يثبت علاقتها الشخصية بماضي القصر و تساءلت إن كان ذلك هو السبب الذي قادها الى أن تصبح قائمة بشؤون القصر و إن كان قد سبق لها و أن عاشت من قبل في ظروف و مجتمع آخرين ؟... السيد أندريه دابركس نصح مونيك بالانضمام الى الفريق في الحصة الموالية، علها تجد هي بنفسها سر القصر و ظواهره الغامضة و بتردد لم يدم طويلا وافقت مونيك على الفكرة و شاركت في الحصة الثالثة رفقة باقي أفراد المجموعة ، لكن و بكل غرابة لم تجد مونيك أية صعوبة في الدخول الى حالة الشعور المعدل بالمستوى الذهني الضروري للانتقال الى ما يسمى العالم الموازي... و ما هي إلا لحظات، حتى رأت هي الأخرى صورة ذلك الفارس الذي فرض نفسه مجددا حتى على الأفراد الآخرين... الفارس يدخل القصر ثم يتجه الى مخبأ تحت بناية القصر التي مثلما رآها الكل كانت المياه تملؤها رغم أنه لم يكن يوجد الماء تحت القصر فحسب بل أن الجفاف كان في ذلك الوقت يضرب كل المنطقة ... فهل البناية في حد ذاتها فرضت صورتها لتكشف عن سر الماء الذي يتوفر تحتها دون أن يعلم أحد بذلك؟ بعد هذه الحصة تتاليت حصص أخرى و بعد كل واحدة منها، كان السيد أندريه دابركس يجمع أعضاء فريقه في جلسة لتبادل أوصاف و تفاصيل ما يمكن وصفها بالرؤى التي فرضت نفسها على أذهانهم ، فكان الماء حاضرا في كل مرة. فإذا كان الماء يمثل الصفاء و النقاء، فانه قد يترجم أيضا طاقات خارقة للعادة و خطيرة في نفس الوقت إذا ما لم يتم التحكم فيها، فهل الأجواء المؤذية السائدة في القصر نابعة من ذلك التيار القوي المخزن في باطن الموقع؟... في حصص التركيز الذهني الأخرى، استمر ذلك الفارس في بسط صورته على رؤية كل أفراد المجموعة و تقول السيدة مونيك التي واصلت مشاركتها في هذا العمل الروحاني الذهني، أن الجماعة بكاملها، كانت أثناء حالات الشعور المعدل تشعر بتيار مائي يمر تحت أرضية القصر و ليس هذا فحسب، بل أن السيدة مونيك و أفراد آخرين، رأوا في الدهاليز المظلمة لباطن المكان، ينبوعا مائيا سخنا و بكل غرابة ، عندما سُئلت مونيك من بعد عن عمق هذا الينبوع المائي، أجابت آليا بأن ذلك الينبوع يقع تحت الأرض على عمق 75 مترا، رغم أنها على حد قولها، لم يسبق لها أن اكتسبت أدنى المفاهيم و المعلومات عن الماء و عن مواقع تواجده أو تركيبته الكيماوية أو درجة حرارته و ببساطة لم تكن تعرف شيئا في هذا المجال. فهل أعضاء ذلك الفريق كانوا يلتقطون فعلا، ذاكرة القصر، مثلما يُصطلح عليه في علم السفرولوجيا؟ أم أن الأمر يتعلق بإيحاءات كان يرسلها السيد أندريه دابركس الذي كان يدير عملية التركيز الذهني و يتحكم فيها من خلال توجيه و تعديل شعور أفراد المجموعة بشكل لا يختلف كثيرا عن التنويم المغناطيسي؟ بعد هذه الحصة و ما أفضت إليه من معطيات بخصوص ذلك الماء الذي من المحتمل أن يكون موجودا تحت القصر، قررت السيدة مونيك ، التأكد من هذا الموضوع و حتى يطمئن قلبها، استنجدت بشخص كشاف ينابيع sourcier لم يتأخر عن تلبية الطلب و بعد دقائق معدودة من معاينته للقصر من الداخل و الخارج ، أكد الرجل للسيدة مونيك أن خمسة ينابيع مائية مختلفة تدور تحت القصر، الشيء الذي دفع بالسيدة مونيك الى طلب مؤسسة مختصة للقيام بعملية حفر للمكان و هذا ما تم فعلا، فجاءت النتائج مذهلة، لأنه تم العثور على الماء تحت القصر و على عمق 75 مترا و أكثر من هذا، تم تحليل الماء، فتبين أنه ساخن حقيقة بفعل المعادن المختلفة التي كان يحتوي عليها. منذ ذلك اليوم ، تيقنت السيدة مونيك ديفالف من أنها اكتشفت سر القصر بعد أن جمعت الأدلة الكافية بفضل تلك المجموعة التي تمكن أفرادها من تحويل صور مضببة غير واضحة الى يقين علمي ثابت... من أين أتت تلك الصور و المعلومات التي كانت تنطبع على أذهان مونيك و أعضاء فريق أندريه دابركس ؟... هل استطاع هؤلاء بقوة السفرولوجيا أن يلتقطوا ذاكرة المكان المحفوظة بغيرة من ذلك الفارس الأبيض منذ قرون و قرون؟... أم أن المسألة و ما فيها، مجرد هلوسة جماعية، أدارها السيد أندريه دابركس عن بعد باستخدام قوته الذهنية، و لا علاقة لها بالواقع؟... المفروض أن العبرة بالنتائج.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الجمعة، 21 يناير 2011
ذاكرة الحجر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق