فجر يوم الجمعة 30 نوفمبر من عام 2003 جرى نهر من الدماء فى الشقة رقم 112 بسراي السلطان بشارع محمد مظهر بحى الزمالك .. إنطلقت 69 رصاصة خلال ربع ساعة من مدفع رشاش أمسك به رجل الأعمال "أيمن السويدى" و صوبه تجاه زوجته المطربة لتونسية "ذكرى" و مدير أعماله "عمرو الخولى" و زوجة مدير أعماله "خديجة" .. و بعد المذبحة البشعة أمسك رجل الأعمال بمسدسه و صوب الفوهة إلى فمه و أطلق على نفسه رصاصة واحدة و إنتحر.
و يضيف ضابط المباحث قائلا: فى الحادية عشرة ظهرا توقفت سيارة "البوكس" أمام سراي السلطان بشارع حسن مظهر بالزمالك .. نزلت مع زملائي الضباط و القوة المرافقة لنا و دخلنا إلى العقار حيث كان فى إنتظارنا "محمد" شقيق "أيمن السويدي" و كان يقف مع الحراسة الخاصة المكلفين بحراسة سراي السلطان و راح يستمع منهم حكايات غريبة تحدث داخل شقة شقيقه كل ليلة.إحدى الحكايات التى سمعتها منهم كانت تقول إن مصعد العقار كلما أعلنت الساعة عن تمام الخامسة فجرا و هو نفس موعد إرتكاب الجريمة يتوقف عند الطابق الثاني .. نفس الطابق الذى توجد فيه شقة "ذكرى" و "أيمن السويدي".. و هو طابق ليس به أي من الشقق الأخرى .. فمن الذى يستدعى المصعد من أى طابق إلى الطابق الثاني؟!يصمت ضابط المباحث للحظات ثم يكمل قائلا:حكاية أخرى أشد غرابة سمعتها من حارس العقار أثناء وقوفنا فى مدخل سراي السلطان فى تلك اللحظات و كانت تؤكد سماع أصوات شجار تصدر من داخل الشقة عند منتصف كل ليلة و بعدها تنطلق صرخات أشبه بصرخات "القطط" فى العراك لمدة خمس دقائق فقط.. هذه الأصوات يسمعها حراس العقار الذين يتولون وردية الليل من الثامنة مساء و حتى الثامنة صباحا.
و يستطرد ضابط المباحث و يقول:المهم.. فى ذلك اليوم صعدنا إلى شقة "ذكرى" و "أيمن السويدى" من خلال مصعد العقار و الذى توقف بنا فى الطابق الثاني و بدأنا في فض الشمع الأحمر من على باب الشقة بناء على قرار وكيل النائب العام .. و دخلت إلى الشقة مع القوة المرافقة لنا تلاحقنا رجاءات حراس العقار بضرورة فتح راديو بالشقة على إذاعة القرآن الكريم لأن الشقة يحدث بها أشياء غريبة و مخيفة.بمجرد دخولى إلى مسرح الجريمة إكتشفت أن المكان لم يتم تنظيفه من آثار الدماء منذ يوم وقوع الحادث.. كانت دماء الضحايا تلطخ جدران الصالة و أرض المكان و الأثاث.. و بدأ شريط ذكريات عمره 14 شهرا يمر فى خيالي عندما دخلت هذه الشقة لأول مرة عقب وقوع الجريمة.. هنا على هذه الأريكة شاهدت المطربة الراحلة "ذكرى" ترقد و هى ترتدي "ترنج" أبيض اللون جثة هامدة و الدماء تغطى كل جسدها و هى تحتضن "مخدة" صغيرة إخترقتها عدة طلقات .. الآن الأريكة ليس عليها جثة "ذكرى" و لكن رائحة الدماء و الموت ما زالت تملأ أرجاء المكان.و يكمل ضابط المباحث قائلا :قدومنا إلى مكان الحادث كان هدفه الإطمئنان على ما بالشقة من أشياء ثمينة خاصة و أن هناك شباك إنفتح فجأة ذات يوم بلا سبب و هو شباك غرفة نوم "ذكرى".. و بالفعل إنطلق "محمد" شقيق رجل الأعمال "أيمن السويدي" يجوب كل أرجاء الشقة مع أفراد القوة المرافقة لنا للإطمئنان على منقولات الشقة و الأشياء الثمينة بها من تحف و أثاث .. و كانت المفاجأة أنه إكتشف عدم وجود ضياع أي شىء من الشقة!إذن.. شباك غرفة نوم "ذكرى" لم يفتحه لص كما كنا نعتقد أو نتصور .. فمن الذى فتح الشباك فجأة؟ .. هذا السؤال لم نعثر له على إجابة خاصة و أننى قمت بمعاينة الشباك جيدا و لم يكن به أى آثار لفتحه من خارج الشقة.. بمعنى آخر الشباك إنفتح من داخل الشقة!
حارس أمن من الحارسين المكلفين بحراسة سراي السلطان فى وردية الليل قال:ذات ليلة.. سمعت بأذناي أصوات "عراك قطط" تنطلق من الطابق الثاني.. نظرت لزميلي الذي يشاركني الوردية فى رعب و بسرعة تحولت نظراتنا إلى مصعد العقار لنكتشف إنه متوقف فى الطابق الثاني الذى لا يشغله سوى شقة "ذكرى" و "أيمن السويدى" .. و تسائلنا من الذى إستدعى المصعد لهذا الطابق؟ و لم نعثر على إجابة لهذا السؤال.و يستطرد حارس العقار قائلا:لم تمض ثوان حتى سمعت أنا و زميلي أصوات غريبة لم ننجح فى تفسيرها و لم نعرف سوى أن مصدرها الطابق الثاني.. دب الرعب فى قلبينا .. و زاد خوفنا عندما سمعنا صوت إرتطام ضعيف يأتينا من خارج باب العقار .. غادرنا العقار مهرولين من الفزع المصحوب بالقلق في أن يكون هناك لص يحاول دخول العقار .. خرجت مع زميلي إلى الشارع فلم نجد شيئا .. قررنا العودة إلى أماكننا داخل العمارة و لكن قبل أن ندخل من باب سراي السلطان رفعت رأسى لأعلى إلى الطابق الثاني لأكتشف أن شباك غرفة نوم "ذكرى" مفتوح و أحجار صغيرة تتطاير منه!بعد هذه الواقعة الغريبة .. أبلغت شقيق رجل الأعمال "أيمن السويدي" بضرورة فتح الشقة و قراءة القرآن بها لأنها أصبحت مسكونة..قاطعت حارس الأمن بسؤال: هل إشتكى سكان العقار مما يجرى فى شقة "ذكرى"؟و أجاب الحارس قائلا:أغلب سكان سلطان السراي من الأجانب .. و لكن البعض بالفعل شكى لرئيس إتحاد الملاك من سماعهم أصوات غريبة من بعد منتصف الليل و عند الفجر تأتيهم من الطابق الثاني.. و كان رده على شكواهم بأن تلك الأصوات الغريبة التى يسمعونها ربما تكون صادرة من طابق آخر بالعمارة حتى يهدأ من روعهم .. و لكن الحقيقة المؤكدة التى لا تقبل الشك و التى رأيتها بعيني .. تؤكد أن هناك أشياء غريبة تحدث داخل الشقة رقم 112 من عمارة سراي السلطان كل ليلة! |
الجمعة، 21 يناير 2011
بيت الفنانة المقتولة ذكرى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق